مباشر - إيناس بهجت: واصلت أسواق المال الإماراتية انتعاشها منذ بداية الشهر الحالي، إلى أن وصلت القيمة السوقية لأسهم الإمارات لأعلى مستوى في تاريخها عند تريليون و10 مليارات درهم حتى جلسة أمس الأربعاء، مقابل نحو 928.64 مليار درهم نهاية يوليو/تموز الماضي.

وبحسب إحصائية أجراها "مباشر" على البيانات الرسمية الصادرة عن سوقي دبي وأبوظبي الماليين، فقد شهدت أسواق المال الإماراتية مكاسب سوقية ملحوظة منذ بداية شهر أغسطس، حيث حققت مكاسب تصل إلى 71.37 مليار درهم (19.43 مليار دولار).

وحققت أسهم أبوظبي 687.24 مليار درهم بنهاية تعاملات أمس الأربعاء، مقابل 636.30 مليار درهم نهاية شهر يوليو/تموز المنتهي، بمكاسب بقيمة 50.94 مليار درهم.

وصعد المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 4.6 بالمائة، بمكسب 195.92 نقطة، بالغاً مستوى  4500.65 نقطة، مقابل 4304.73 نقطة نهاية يوليو/تموز الماضي.

كما سجلت أسهم دبي قيمة سوقية 312.77 مليار درهم بنهاية إغلاق أمس الأربعاء، مقابل نحو 292.34 مليار درهم نهاية عام 2019، محققة 20.43 مليار درهم مكاسب منذ بداية الشهر الحالي.

وربح سوق دبي المالي 196.01 نقطة، ليصل إلى أعلى مستوى 2246.78 نقطة، مقارنة بنهاية الشهر الماضي عند 2050.77 نقطة، بارتفاع 9.6 بالمائة.

ويعد مستوى سوقي دبي وأبوظبي الماليين عند أعلى مستوياتهما منذ مارس/آذار الماضي ليستعيدا مستوياتهما الطبيعية ما قبل أزمة وباء "كورونا".

يأتي ذلك وسط زيادة معنويات المستثمرين بفضل قدرة الاقتصاد على التماسك أمام تداعيات وباء "كورونا"، إذ إنه بعد انتهاء موسم النتائج النصفية، اتضحت الصورة أمام المستثمرين حول التأثير الفعلي لأزمة كورونا على الأداء التشغيلي للشركات المدرجة.

وتماسكت الأسهم القيادية خاصة في قطاع العقارات مثل إعمار العقارية والشركات التابعة لها، حيث تراجعت أرباحها النصفية 35 بالمائة فقط إلى 3.11 مليار درهم في ظل التحديات التي يواجهها القطاع في خطوة أعتبرها المستثمرون إيجابية للتماسك أمام الضغوط.

وفي وقت سابق من الشهر، استلمت شركة الجرافات البحرية الوطنية عرضاً من الشركة القابضة العامة، وهي المملوكة بالكامل من شركة أبوظبي التنموية القابضة، والمساهمين الآخرين في شركة الإنشاءات البترولية الوطنية لتوحيد أعمالها الأخيرة.

ويتضمن العرض نقل ملكية شركة الإنشاءات البترولية الوطنية إليها مقابل إصدارها أدوات إلزامية التحويل إلى أسهم لصالح مساهميها، ما أدى إلى زيادة القيمة السوقية لأسهم أبوظبي خلال الشهر الحالي وسط تفاؤل المستثمرين بكيان جديد عملاق في خدمات النفط والغاز بالإمارة.

هذا تزامناً مع تدشين أسواق المال الإماراتية خلال الشهر الحالي عمل صندوق شيميرا ستاندرد اند بورز الإمارات شريعة المتداول وهي الخطوة التي تشكل إضافة نوعية الى عمل هذه الأسواق وتعزز من ريادتها كوجهة مفضلة للصناديق الاستثمارية سواء كانت محلية أو أجنبية.

ويساهم عمل صناديق الاستثمار والتي من ضمنها صناديق المؤشرات في خلق سيولة جديدة في الأسواق المالية بالإضافة الى دورها في زيادة عمق الأسواق وذلك فضلاً عن قلة المخاطر الناتجة عن الاستثمار فيها مقارنة مع بقية الأدوات الاستثمارية الأخرى.

 ويعتمد صندوق شيميرا ستاندرد اند بورز الإمارات على 10 من أقوى الشركات المدرجة في الأسواق المالية الإماراتية والتي تتميز بكونها الأكثر استقطاباً للسيولة من المستثمرين.

وشملت القائمة مجموعة الإمارات للاتصالات، وبنك دبي الإسلامي، وإعمار العقارية، وبنك أبوظبي الإسلامي، وأرامكس ودانة غاز، وإعمار مولز، وديار للتطوير، وإشراق العقارية، والشركة الإسلامية للتأمين.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة استقطاب مزيد من الصناديق الاستثمارية، ما سيكون له انعكاس إيجابي على الأسواق المالية الإماراتية، حسبما توقع محللو أسواق المال.

من جانبه قال رائد دياب، نائب الرئيس بقسم بحوث الاستثمار في "كامكو إنفست" لـ"مباشر" إن الأسواق الاماراتية كانت في ترقب دائم لمعرفة مدى تأثير فيروس "كورونا" على الأداء التشغيلي للشركات وعلى الاقتصاد الكلي، إلى أن خرجت مؤشرات نتائج الأعمال للشركات.

وأشار رائد دياب إلى أن دولة الإمارات بدأت بالفعل بتخفيض القيود المفروضة مع المحافظة على الإجراءات الوقائية والاحترازية المتخذة والتعايش مع الفيروس لحين الوصول الى لقاح فعال، حيث كان هناك تأكيد من قبل روسيا عن نجاحها في تطوير أول لقاح في العالم والذي من المقرر البدء بإنتاجه في سبتمبر/أيلول القادم.

ونوه دياب، بأن لتحسن أسعار النفط الأثر الإيجابي على معنويات المستثمرين حيث حافظ الذهب الأسود على مكاسبه المسجلة في الفترة الأخيرة.

يأتي ذلك في ظل التوقع بزيادة الطلب في الفترة القادمة نتيجة التخفيف من القيود وعمليات الإغلاق المرتبطة بانتشار فيروس كوفيد-19، إضافة إلى ارتفاع الأسواق العالمية وخاصة الأمريكية إلى مستويات أقرب إلى ما قبل الجائحة.

ترشيحات:

دبي تستعد لعام دراسي جديد بعد محاصرة "كورونا"

عبدالله بن زايد يوجه بوضع استراتيجية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب